المشاركات

الاستحقاق.. قف وعد إلى الأرض!

صورة
  {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات:17] إن  انتشار الفردانية في مجتمعنا أدّى لانتشار مبدأ الاستحقاقية الذي أصبح البشر يتعاملون به مع رب العالمين! فنرى أحدهم يقول: “يا رب أنا لا أستحق هذا!” “يا رب ماذا فعلت لأستحق هذا؟” “يا رب أنا فعلت وسعيت فإنني أستحق هذه النتيجة لمَ لم أحصل عليها!” إلى جانب جُمل أخرى مغلّفة بالزخرف كـ ”أنت تستحق الأفضل دائمًا، فكر هكذا وستحصل على حياة سعيدة!” ويالانعدام مفهوم الحياة الدنيا! وكأن ما فعله الذين كفروا من بني إسرائيل يتكرر اليوم! المفاهيم انقلبت ونسي العبد أنه عبد، نسي أنه يُسأل ولا يسأل، نسي حقيقة الحياة الدنيا! من وقع في شباك هذا المبدأ؛ طبيعي أنه سيصل للسخط على رب العالمين، لأن نظرته المشوّهة جعلته يرى الدنيا كفردوس أرضي، وتكون نظرته أنا عملت إذًا -وبشكل طردي- سأحصل على كل ما أتمنى لأني أستحق! متناسيًا أن الحياة هي دار ابتلاء واختبار وليست دار الجزاء {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ

الإنتقائية والنفاق!

  دعوة لمراجعة أنفسنا، وفي موضوع تعدى مرحلة الخطر، لأنه من علامات النفاق والكُفر كما وصفه الله تعالى في كتابه. فماهو؟ نستفتح بآية { أَفَتُؤمِنونَ بِبَعضِ الكِتابِ وَتَكفُرونَ بِبَعضٍ} [البقرة: ٨٥]  ثم؟ { فَما جَزاءُ مَن يَفعَلُ ذلِكَ مِنكُم إِلّا خِزيٌ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَيَومَ القِيامَةِ يُرَدّونَ إِلى أَشَدِّ العَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ }[البقرة:٨٥] والله يدعونا للاعتبار والتفكر، كل القصص والأمثال ما قيلت حتى نمر عليها مرور الكرام! { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف:١١] الله ضرب في هذا القرآن من كل مثل، والبشر هم البشر، أكثر القرآن يتحدث عن بني اسرائيل، لماذا؟ حتى نقول كانوا قتلة الأنبياء الفاسقين الكفرة وانتهى؟ كلا ، المطلوب منّا أن نعلم لماذا كانوا فاسقين؟في ماذا  ذمهم الله؟ ما أفعالهم التي جعلتهم مجرمين؟ ثم نتجنبها، لأنهم لم يولدوا وهم يحملون هذه الصفات! فمن بني اسرائيل الأنبياء والصالحون ، ونحن أيضاً لم نولد معصومين ! بل باختصار شديد { قَد أَفلَحَ مَن زَكّاها ۝ وَقَد خابَ مَن دَسّاها }[الشمس: ٩-١٠] سورة كاملة اسمها &q

من كان شبيهاً بالأنبياء! أبو بكر يعلمّنا.

صورة
  ماذا علمّنا أبو بكر؟ علمنا أبو بكر أنّ رقة القلب وطيبته لا تعني الضعف، فهاهو أرّق الناس قلباً ومعاشرة و كان الأطفال يركضون إليه حين يلمحونه وينادونه أبتِ حتى يربت على رأسهم! أبو الأيتام وكفيل الأرامل ومن كان يحلب لهم الشاة حتى بعدما أصبح الخليفة! هو الذي قالت عنه عائشة عندما أمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تقول له أن يؤم الناس بالصلاة :" إن أبي رجل أسيف أخاف إن وقف بمقامك أن يبكي ويُبكي من حوله!"  كان دائماً يميل للخيار الألين، فهاهنا في حادثة أسرى بدر حين لم ينزل حكمٌ للنبي فقرر استشارة أصحابه، فأخذ عمر بالخيار الأشد وهو القتل، بينما يخالفه أبو بكر ويرجح الفداء.  رقته تلك التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يشبهه بالنبي إبراهيم حين قال "فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" وعيسى حينما قال "إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" رحمته التي جعلت قريشاً كلما مر أحد منها بضائقة مالية عذّب عبده أو أمته حتى يصل الخبر إلى أبو بكر فيشتريهم منه. رحمته التي

قبسٌ من نور.

صورة
  ‏ يا الله !كيف تتحول مرارة الأيام إلى رحمة وخير؟ كيف ألتفت للخلف وأرى الآلام التي نخرت روحي تبدو   مُزهرة؟ كيف أرى الظلام الذي ابتلعني لأخمص قَدمي نوراً في آخر الطريق وكأنه نسيم الربيع يداعبني؟ كيف يارب تنقلب النظرة رأساً على عقب؟ أهي البصيرة؟ أهي نظرتك الحق تفضلت بها علينا كي ندرك مدى حُبّك ونحن الذين لا نستحقه؟ لكنك الكريم اللطيف الجوّاد. لا أستطيع إيجاد تفسيرٍ سوى أن قبساً من نورك قُذف في صدري، وأصبحت ممتنة لكل تلك الطرِق الوعرة، لكل تلك العتمة، بل وممتنة لذاتي التي مقتُها؛ مادام آخرُ الطريق هو الغاية المنشودة، هي الفوز العظيم حيث كل ألم لم يكُن خسارة، بل كان مغموراً بالرحمة، رحمة لا ندركها إلا متأخراً، ويالحظ من يستشعرها! يصبح نوره وهُداه وحريته كامنينَ في صدره، لا يعنيه ما حوله من خرابٍ، ولو كان جسده في أضيق سجن! كيف لا وروحه تحلّق عنان السماء؟ كيف لا وبصره لا يزيغ عن النظر للسماء؟ لا يستطيع أحدٌ سلبها غيرك يا الله! ربِ ما أنا إلّا أمّة فقيرة إليك، أتسائل في خلواتي كيف لك أن تكون بهذا الحِلم؟ كيف تشكرنا وتحيطنا بنعمك إن عملنا لوجهك ونحن من حقٌ علينا شكرك؟ ولو قضينا نحبنا ونحنُ

عابرُ سبيل.

  علاقة قلبك بالقرآن والدنيا مثلهم كمثل عابر سبيل إترّب وجهه، وجف حلقه، وبان عليه وعثاء السفر، وتشققت أقدامه وهو يجوب الطريق لا يهتدي لأثرٍ وقد نسي لأي وجهة قصده. ثم يبصر بئراً مِن حوله تنبت الأرض، وكأنما وجد غايته ونسي ماسِوى ذلك مِن فرط الذهول لما يرى وسط الصحراء أولاً، ثم من شدة ظمئه، فأكّب يلتمس من ماءه ولا يرتوي من حِلاوته وكأنما روحه التي تُسقى لا حلقه!. فأصبح يستسقي طوال الوقت، فظمأه لا يُروى ولا يود أن يُروى، فقام فأخذ البذور التي نمت حول البئر وراح ينثرها حوله ويسقيها، يتعب حيناً ويستريح حيناً، لكنه يعود للسعي بكل حُب كلما شرب من البئر. حتى إنقلبت الصحراء لجنّة تُبهج القلوب وتأسرها، وأصبح ذلك الشاب نضير الوجه ناعم الجسدِ طهور الثياب، أصبح يمشي على صراطٍ مستقيم بعدما كان يمشي مكباً على وجهه لا يعلم إلى إين المسير. ولكن الصحراء لم تتغير كُليَّة، فهي ذاتها برمالها وحرها ولهيب شمسها، ما تغيّر هو الرجل وأصبحت جنّته في يديه، يحاول أن يهدي جميع الضالين عابري السبيل إلى هذه الجنة وطريقها. وما الصحراء إلّا الدنيا، وما الرجل إلا قلب الإنسان الذي لوثته الدنيا وغطته بالدنس وأصبح ضالاً ل

تتعانق الأرواح قبل عناقِ الأبدان.

منزلٌ من لحمٍ ودمٍ.

صورة