تتعانق الأرواح قبل عناقِ الأبدان.

 

في بعض الأحيان، تكون واعياً بكل هذا التشوه الذي أصاب روحك، بكل أخطائك وعيوبك التي لا تُطيقها أنت ناهيك عن غيرك، على أتم الدراية بمدى سوئك المستفحل، لا تكُف عن تأنيب نفسك مستعداً لتلقي لوم الآخرين، ولكنك من داخل روحك التي صبغها السواد تود لو تستطيع سماع كلمات مغايرة!


رغبة لن تفصح عن نفسها لإرتدائها رداء  الكبرياء.

يتوق قلبك للعناق بكلمات تشع بالبياض، فقد سئم من خيوط الظلمة التي تحيطه! تلك اللحظة التي تسقط بها كل الحصون المبنية من خيوط العنكبوت! الذي وضعتهُ حفاظاً على كبرياءك المزعوم.

يقع في قلبك قبل أذنيك ضياء تلك الكلمات.

‏ما أردت دوماً سماعه، أردت أن يتفهمك أحدهم وقد قنطت نفسك منك!

تتوقف الحياة للحظة، ويتوقف ضجيج كل شيء، وتتحرر الدموع، وتسيل بحرارة معلنة عودة النبض لروحها من جديد.

‏ما كنت إلّا روحاً محطمّةً بحاجة إلى من يعانق اجزائها المتحطمّة ويجمعها!.

تتعانق الأرواح قبل تعانق الأبدان.


-15/10/2021

* الصورة من مانجا: grey is. للكاتبة: ديانا العبادي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإنسانوية.. مركزية الطاغوت المتأنسن.

الاستحقاق.. قف وعد إلى الأرض!

عندما أحياني الله.