قبسٌ من نور.
يا الله !كيف تتحول مرارة الأيام إلى رحمة وخير؟ كيف ألتفت للخلف وأرى الآلام التي نخرت روحي تبدو مُزهرة؟ كيف أرى الظلام الذي ابتلعني لأخمص قَدمي نوراً في آخر الطريق وكأنه نسيم الربيع يداعبني؟
كيف يارب تنقلب النظرة رأساً على عقب؟ أهي البصيرة؟ أهي نظرتك الحق تفضلت بها علينا كي ندرك مدى حُبّك ونحن الذين لا نستحقه؟ لكنك الكريم اللطيف الجوّاد.
لا أستطيع إيجاد تفسيرٍ سوى أن قبساً من نورك قُذف في صدري، وأصبحت ممتنة لكل تلك الطرِق الوعرة، لكل تلك العتمة، بل وممتنة لذاتي التي مقتُها؛ مادام آخرُ الطريق هو الغاية المنشودة، هي الفوز العظيم حيث كل ألم لم يكُن خسارة، بل كان مغموراً بالرحمة، رحمة لا ندركها إلا متأخراً، ويالحظ من يستشعرها! يصبح نوره وهُداه وحريته كامنينَ في صدره، لا يعنيه ما حوله من خرابٍ، ولو كان جسده في أضيق سجن! كيف لا وروحه تحلّق عنان السماء؟ كيف لا وبصره لا يزيغ عن النظر للسماء؟ لا يستطيع أحدٌ سلبها غيرك يا الله!
ربِ ما أنا إلّا أمّة فقيرة إليك، أتسائل في خلواتي كيف لك أن تكون بهذا الحِلم؟ كيف تشكرنا وتحيطنا بنعمك إن عملنا لوجهك ونحن من حقٌ علينا شكرك؟ ولو قضينا نحبنا ونحنُ ركعٌ سُجدٌ ما وفيّناك مثقال ذرّة!
كيف ونحن المقصّرون؟ سبحانك اللهم ما أعظمك، سبحانك ليس كمثلك شيء، سبحانك رب العزة.
إلهي، تُشل أناملي أن تكتب، ويعجز لساني أن ينطق، ثمانية وعشرون حرفاً أبجدياً بل وحتى الدموع المنهمرة لا تكفي لوصف ما وقع في هذا الفؤاد، هذا الفؤاد الذّي يحبك كثيراً، هذا الفؤاد صاحبه طامعٍ يا رب بهِ شوقٌ للقاءك، لا بعمله، بل طمعاً في رحمتك يا رحمن يا رحيم، طَمِعٌ بِـ (أنت مع من أحببت).
-25/9/2021
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضا ولك الحمد على كل حال..
ردحذفسلمت أناملك..